المملكة تتعلق بأستار الكعبة كي لا ينتهي بها الأمر إلى الشعور بالهزيمة
يمنات
عبد الخالق النقيب
“الكعبة” آخر ما دفع به جنون العظمة ونزعة الاستغلال ، سهل عليهم حشرها الآن والمملكة تقف عند منتصف الهزيمة ، هذا تكثيف رخيص وليس مصادفة ، هو تذكير بالحرب الثرية والمتوحشة التي لا تريد لرجالها أن تموت أو تقاتل بشرف كالشجعان ، ولا تحب شيئاً أكثر من تلذذها باستباحة الدماء وامتهان المحرمات، تريد أن تتصدر انتصارها بأي كلفة شيطانية دون أن يعنيها تدنيس “الكعبة” بمآثم حربها وبسيئات الموت ، بينما لا نملك سوى مراقبتها من بعيد .. حتى وهو تبحث عن تحشيد مقدس يفوق نتانتها ..!!
المملكة هي من صنع هذه الحرب وارتكب جرائمها النازية ، وهي من ترعى المفاوضات ثم تستمر في القصف والتدمير بترسانة تكفي لشن حرب عالمية ثالثة ..!! وإن لم يرفع اليمنييون رايات الاستسلام بوجه المملكة فستتعلق بأستار الكعبة كي لا ينتهي بها الأمر إلى الشعور بالهزيمة ..!!
كبرت الحرب على التحالف، وصار في عنقها مئات المذابح والمجازر ، وبسببها توقفت وانتهت حياة الألآف من البشر ..! ولطالما شعرنا بحاجتنا لأئمة ربانيين وبفاقتنا للدين الذي يجسد قدسية دمنا المهدور وطهره الذي يضاهي قدسية “الكعبة” وبيت الله الحرام ..!! وسهل على التحالف الآن أن يلجأ لمنطق العقيدة والدين ثم يعتقد بإمكانية الخلاص من فاشيته وجرائمه النازية والفكاك منها في غضون موعظة ناقصة بليدة تستغيث من الغرق على شاشة العربية البارعة في بيع الأوهام ..!!
التحالف مشوش وغارق بحالة من الإرباك الشديد ..!! لم تكن هذه هي النهاية التي رسمتها المملكة مطلع حربها الفاجرة ، ظل احتمالها الأسوأ أن نسقط بيدها بغضون أقل من شهرين ، وعندما سقطت شظية على رمش ناقة في إحدى صحاريها، تورطت بزج المشاعر المقدسة وتعريضها للمقامرة على نحو ابتزازي بشع يتوافق مع خططها الفاسدة ونزعتها السادية المفرطة ..
حسناً ..! أنتم الآن تقفون بأقدامكم الحافية على كل الصيغ الدينية والتحشيد المقدس ، ثم تختزلون حرمتها وقدسيتها في شرف تواجدكم على هذه البقعة كي تستطيعون التفكير بالانتصار ..!! غير أن حرمة الأرض المقدسة لا تليق بجسدكم المريض وأخلاقكم المدمرة ، في هذه الحرب لم يتبق من كل الأدوار الدنيئة شيئ إلا وأتقنتم أداءة .
تفاقم شعور التحالف بالخطر إزاء صواريخ بالستية تدك عمق المملكة ، وصعب على الغرور أن يقبل بالهزيمة أويعترف بتورطه في خوض هذه الحرب سعياً خلف انتصار تلاشى في مبتدئ الطريق ، فاستهلك مقدساتنا وتخلى عن إنسانيته بلا أمل ولا رجاء فسقط في مستنقع جريمة أخلاقية ودينية سننقشها للأجيال.
سنتان وبلادنا تجمع حطام الموت وتلملم ألوانه السوداء ، ولم ننشغل بأمور تافهة ، ولازلنا نحصر عدد القتلى من النساء والأطفال ، للآن لم أتذكر ما إن كنت مجوسياً أو عمرياً ..! غير أني ملحد وكافر بالوحشية التي يمارسها الأوغاد على أرض الأنصار ..!! وتبقى على الطغاة أن يستكينوا لصلابة اليمنيين فلن يفرطوا بأرضهم وسيحرسون شرفهم الذي لا ينام ..!! لا نعرف لهذا الوطن أي مذهب لنعتنقه .. هو الوطن الكبير وكفى..!!